تعد مرحلة التعليم الأساسي من أهم المراحل في عملية تنشئة الطفل وبناء شخصيته، إذ أن الهدف الأساسي للتربية هو اكتمال نمو الطفل الجسمي والحركي والعقلي والإدراكي والنفسي والاجتماعي لما لذلك من أثر بالغ في حياته المستقبلية. وقد يتأثر الطفل عند ارتياده المدرسة بسبب انتقاله من بيئة المنزل إلى أخرى مختلفة تماماً، لأن البيت الثاني كما يصفونه مليء بالخبرات الجديدة التي يتعرض لها ويكتسبها بفعل الأقران والفريق التعليمي وغيرهم من العاملين.
من هنا تنطلق أهمية التكامل بين المدرسة والبيت نظراً للدور الكبير الذي يقوم به أولياء الأمور على صعيد التنشئة والتربية. لذلك قام قسم الإرشاد الصحي التربوي بإعداد رزنامة زمنية تتضمن سلسلة من اللقاءات التدريبية والتوعوية تمتد على مدار العام الدراسي. وتهدف هذه اللقاءات إلى تحقيق الشراكة الفاعلة بين الطرفين أي الأهل والمدرسة للمضي قدماً في العملية التربوية لأولادهم حيث تتنوع المواضيع التربوية والاجتماعية المطروحة منطلقة من حاجاتهم الملحة ومحاكية الواقع المعاش : العنف المنزلي وآثاره على بناء شخصية الأبناء، التصرف مع الأبناء في الحالات الطارئة والأزمات، المحافظة على سلامة الأطفال والشباب على الإنترنت، تشكيل شخصية الطفل بين الأسرة، البيئة الاجتماعية والمدرسة، الفتاة والفتى في التربية بين الاختلاف و التمييز. إلى جانب ذلك، فقد تم تخصيص فقرات صحية ضمن هذه اللقاءات بحيث تتناول مخاطر أدوية الأعصاب، التبول اللاإرادي لدى الأبناء، الغذاء الصحي السليم لدى الأبناء. ولا ننسى اللقاءات المصغرة التي تندرج تحت عنوان " التربية الوالدية" وتستهدف مجموعات صعيرة من أولياء الأمور حيث يتم التطرق من خلالها إلى مواضيع متعددة : طرق تنشئة الأطفال الإيجابية والسلبية، العوامل المحددة للتصرفات المقبولة وغير المقبولة، التصرفات التي تطرح المشاكل والنزاعات وطرق حلها