للمدرسة دورها في تثقيف وتربية الطفل، وهذا الدور يبدأ مع الالتحاق الأول للطفل بالمدرسة ولا يستطيع أحد أن ينكر مثل هذا الدور. لكن يجب ألا يعتقد البعض أنه بمجرد التحاق الطفل بالمدرسة، فقد انتهى دور البيت في التربية والتثقيف. فكل منها يكمل الآخر، فالمدرسة تشارك المنزل في تكوين قارئ ناضج ينهض بمجتمعه ويلاحق التطورات الحديثة.
ولأن الطالب فرد له مطالبه وحاجاته النفسية وميوله واتجاهاته الخاصة به فهو بحاجة لمن يفهمه و يقوم بتوجيهه ويساعده على فهم نفسه ومجتمعه الذي يعيش فيه. من هنا برزت أهمية دور الإرشاد والتوجيه في المدارس، حيث أن قسم الإرشاد في مؤسسة الإمام الهادي (ع) يقوم بدور كبير في توفير وتعزيز البيئة الإجتماعية، الصحية والنفسية السليمة للطلاب بالدرجة الأولى، وكذلك فريق العمل وأولياء أمور الطلاب، وذلك عبر برامج إرشادية توجيهية وقائية تساهم في خلق وترسيخ هذه البيئة وتعمل على تطوير قدرات الفئة المستهدفة التي يتوجه إليها قسم الإرشاد.
نبدأ من البرامج المساندة للأبناء والتي تتوزع على الشكل التالي :
برنامج الحماية والمدافعة الذي يتوجه لأبناء رياض الأطفال والحلقة الأولى بهدف تعرف الطفل على مختلف أجزاء جسده وأهمية حماية واحترام خصوصية هذا الجسد، إكسابه مهارة التمييزبين اللمسة/النظرة المريحة وغير المريحة، تمكينه من مهارات التواصل مع شخص غريب وتعليمه كيفية طلب المساعدة من شخص راشد. وكل ذلك يتم عبر أنشطة متنوعة من خلال وسائل ايضاح مختلفة وجاذبة للأطفال (أفلام كرتونية، دمى، لعب أدوار..).
إضافة إلى ما سبق، نشير إلى برنامج تقدير الذات الذي يقوم به قسم الإرشاد بالتعاون مع المعلمين داخل الصف لتعزيز تقدير الذات لدى الأبناء من خلالتنميةالعناصر المكونة له وهي : الشعور بالأمان، الهوية الذاتية، الانتماء، الهدف والكفاية. ونؤكد على أن الأنشطة المنفذة مع الأبناء تتم بناءً للحاجة وتتنوع بغية تحقيق الهدف المنشود.
ولأبناء الحلقتين الثانية والثالثة والقسم المهني، نصيب من البرامج الإرشادية كبرنامج الصحة الإنجابية الذي يهدف إلى تزويد التلاميذ بمعلومات ومهارات حول مواضيع تتعلق بالصحة الجنسية والإنجابية من النواحي الصحية، الإجتماعية، الفقهية والذي تم تنفيذه بالتعاون مع وحدة العلوم، الرياضيات والتربية الاسلامية كما تمت استضافة أطباء للتحدث حول الموضوع وإغناء معارف الطلاب من الجنسين. وبرنامج حل النزاعات الذي يمكن الطلاب من التعرف على ماهية النزاع، أوجه النزاع الإيجابية ومخرجاته كما يساعدهم على فهم كيفية سير عملية النزاع إضافة إلى تطوير المهارات الشخصية في تحويل النزاعات بطريقة بناءة.
ولأن للأهل دور أساسي في العملية التربوية للأبناء، فقد كانت هناك سلسلة من اللقاءات الإرشادية ضمن إطار التربية الوالدية تحت عناوين مختلفة ولكن تصب في الهدف نفسه. الندوات الحوارية والتدريبية التي أجريت مع أولياء الأمور استمرت على مدار العام الدراسي حيث تعددت المواضيع المطروحة: بناء تقدير الذات لدى أبنائنا، إكساب الأبناء مهارة حماية أنفسهم، المراهقة: علم وفن، التنشئة الإسلامية في ظل تحديات العصر، طرق تنشئة الأطفال الإيجابية والسلبية، أساليب التواصل الفعال مع الأبناء، حل النزاعات بطرق ايجابية، العوامل التي تحدد التصرفات المقبولة وغير المقبولة للأبناء.. إضافة إلى الندوات التوعوية مع عاملين في المجال الصحي : أطباء، اختصاصية التغذية والممرضة حيث تم التطرق إلىى مواضيع صحية تهم الأهل كالتبول الليلي عند الأببناء، التسمم المنزلي والوقاية منه، التغذية السليمة والصحية للأبناء، أدوية الأعصاب ومخاطر استخدامها دون مراجعة الطبيب.
وقد حظيت بإعجاب الأهل الذين أثنوا على دور قسم الإرشاد الفعال في طرح المواضيع التي تشكل حاجة ملحة بالنسبة لهم حيث كانت الاستفادة من اللقاءات بنسبة 100%.
وعلى الرغم من صعوبة قيام المعلم بدور إرشادي وتوجيهي للطلبة إلا أنه يجب عليه أن يكون ملاحظاً دقيقاً للسلوك الإنساني ، كما يجب عليه أن يستجيب بشكل إيجابي عندما تعيق انفعالات الطالب تعلمه ويجب عليه أيضاً معرفة الوقت المناسب لتحويل الطالب للأخصائي النفسي طالباً المساعدة لذا لا يمكننا أن نغفل عن دور المعلمين في تربية الجيل الاسلامي الواعي والمثقف، فقد تم تخصيص ورش تدريبية متسلسلة تحت عنوان "المعلم المرشد". وتعددت المواضيع المطروحة حيث تم التطرق إلى حاجات وخصائص الفئات العمرية "مرحلتي الطفولة والمراهقة"، مشاكل الطفولة والمراهقة وكيفية التعامل معها، تعديل السلوكيات غير المرغوبة لدى الأبناء. كما أنه تم تنفيذ جلسات تفريغية للمعلمين تحت عنوان " إدارة الضغوطات والغضب" وذلك لمساعدتهم على تخطي ضغوطات الحياة والتعامل معها بإيجابية. وقد كان لهذه الورش الأثر الفعال والصدى الإيجابي لدى المشاركين حيث بادروا إلى اقتراح المزيد من العناوين التي تهمهم لتكون محط نقاش وتدريب لهم.