حول المؤسسة
مكتب الدمج
31000 views

قسم الدمج:

   هو من ضمن الاقسام الادارية الموجودة في المؤسسة، انشأ عام 1997 لخدمة الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة من الاعاقة البصرية  الذين يتابعون دراستهم في الثانويات والجامعات مع الطلاب المبصرين، وقد توسع نطاق عمله هذا العام ليشمل ايضا طلابا صم تم دمجهم في احدى المهنيات، ويهدف عمله الى متابعة هؤلاء الطلاب متابعة دقيقة ومستمرة وتأمين كل ما يحتاجونه ويتطلبونه في دراستهم ، كحق طبيعي لهم  في التربية والتعليم ، إضافة إلى استقبال المتطوعين للاستفادة من خبراتهم العلمية والعملية مما يساهم في إنجاح تجربة الدمج وإنتاج جيل فاعل وناشط في المجتمع قادر على تحمل مسؤولياته، فضلا عن السعي الى توظيف الخريجين من المكفوفين والصم مع مؤسسات المجتمع المحلي.

 اولا:الدمج في الثانويات والخدمات المقدمة للطلاب:

انطلقت تجربة مؤسسة الامام الهادي(ع) منذ العام 1993 في صياغة مشروعها التربوي والاجتماعي لدمج المكفوفين في الثانويات والجامعات وفي التأسيس لنظرة شاملة،واعدة وصادقة، تتكامل فيها الادوار والمهام، مذللة الكثير من الصعوبات والمعوقات،مؤمنة بحق هذه الفئة كغيرها من فئات وشرائح المجتمع بالتربية والتعليم والاندماج الاجتماعي والعمل،ليبدأ برنامج الدمج لديها من المرحلة الثانوية وصولا الى المرحلة الجامعية والدراسات العليا،ولان التعليم هو حق اساسي من حقوق الانسان،بحيث يضع الاساس لمجتمع اكثر عدلا وتطورا وتقدما،كانت للمؤسسة تجربة دمج جديدة لطلاب صم ضمن اختصاص هندسة داخلية في احد المعاهد ،في خطوة هي الاولى من نوعها على صعيد طلاب صم في لبنان.وقد تطورت اعداد الطلاب المستفيدين من خدمات البرنامج(الدمج) الى واحد وثلاثين طالبا عام 2004،ليرتفع في العام التالي اي 2005 الى ثلاثة وثلاثين طالبا، وعام 2006 الى ستة وثلاثين طالبا وليستقر العدد في الاعوام اللاحقة على الخمسين طالب وطالبة.

وقد تركز اهتمام المؤسسة عندما قررت خوض تجربة دمج للمكفوفين على توفير كافة مستلزمات تلك العملية، فعمدت اولا الى التفتيش عن مدارس مرحبة تقع في المحيط الاجتماعي للطلاب المستهدفين ومن ثم عقدت لقاءات فردية وجماعية مع الطلاب هدفت الى توضيح مفهوم الدمج واهميته لهم،فضلا عن عقد لقاءات مع ذوي هؤلاء الطلاب لوضعهم في صورة ما تنوي الؤسسة القيام به،ايمانا منها بضرورة اشراك الاهل في عملية اتخاذ القرار وتحديد مستقبل اولادهم.

ولانجاح تجربة الدمج، قامت المؤسسة بانشاء قسم خاص بذلك سمي قسم الدمج لخدمة الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة من الاعاقة البصرية  الذين يتابعون دراستهم في الثانويات والجامعات مع الطلاب المبصرين، وقد توسع نطاق عمله هذا العام ليشمل ايضا طلابا صم تم دمجهم في احدى المهنيات، ويهدف عمله الى متابعة هؤلاء الطلاب متابعة دقيقة وتأمين كل ما يحتاجونه ويتطلبونه في دراستهم ، كحق طبيعي لهم  في التربية والتعليم ، مما يساهم في إنجاح تلك التجربة وإنتاج جيل فاعل وناشط في المجتمع قادر على تحمل مسؤولياته، فضلا عن السعي الى توظيف الخريجين من المكفوفين والصم مع مؤسسات المجتمع المحلي.

شكلت تجربة المرشد الجوال المختص في قسم الدمج بالمؤسسة منعطفا حقيقيا على طريق تميز ونجاح تجارب الدمج التي قامت بها المؤسسة، من خلال متابعته ومواكبته للطلاب في مسيرة تحصيلهم العلمي،ويتجلى ذلك باعتماده استيراتيجية الزيارات الدورية وعند الضرورة الى الثانويات التي تنفذ برنامج الدمج للاطلاع على واقع التجربة وسير العمل،لتحديد نقاط القوة وتعزيزها ونقاط الضعف لوضع الخطط المناسبة لها والعمل على حلها او للتخفيف منها،وقد اثبتت تلك الاستيراتيجية صوابيتها لناحية تشخيص المشكلات والاطلاع على اوضاع الطلاب بشكل مستمر، فضلا عن وضعه الخطط لتأهيل الكادر التعليمي حول سبل تعلم المعوقين بصريا من خلال الدوراتالتي تنظم لهم سواء في المؤسسة او في الاماكن التي يدرّسون فيها.

تتنوع الخدمات التي تقدمها المؤسسة لطلابها لمتابعة تحصيلهم الدراسي ما بين وسيلة النقل الى اماكن دمجهم ومن ثم الى منازلهم،الى الكتب المطبوعة بطريقة برايل(الحرف النافر)،والتي تتيح للمكفوفين الاطلاع على مضمون المواد اسوة بغيرهم من الطلاب،فضلا توفير كافة الامور التقنية المتعلقة بماكينات البرايل والالات الكاتبة والخرائط النافرة والعصا البيضاء التي يستخدمها المكفوفون اثناء تنقلاتهم والمعينات البصرية للطلاب الذين لديهم ضعف نظر.

ولمساندة الطلاب في المواد الدراسية وخصوصا في المواد العلمية تقوم المؤسسة بتوفير حصص الدعم الهادفة لهم من خلال جهاز العمل التطوعي في المؤسسة،تهدف الى تخفيف العقبات والمشاكل التي يعاني منها الطلاب في هذه المواد لتضمنها رسوما بيانية وجداول لا يستطيعون معالجتها.

ولتوفير سبل الاندماج والتكيف الاجتماعي مع المحيط المدرسي،اي بين طلاب ذوي الاحتياجات الخاصة واقرانهم المبصرين،كانت الندوات الموجهة لطلاب المدارس المرحبة بالدمج بشكل عام،ولطلاب الصف الذي يخضع لتجربة الدمج بشكل خاص،بهدف اطلاعهم على خصائص الطلاب واحتياجاتهم واغناء ثقافتهم حول الاعاقة البصرية،واطلاعهم على التجربة الحية وملامسة المعوقين في مسيرةة يومية تعلمية ورعائية.

ويجب ان لا ننسى ايضا خدمات الارشاد والتوجيه لهولاء الطلاب من خلال فريق عمل متخصص(ارشاد صحي واجتماعي-اخصائي نفسي)، يعمد الى متابعتهم سواء خلال تواجد الطلاب في المؤسسة،او توجه الاخصائيين لمتابعتهم في اماكن دمجهم، مما ساهم في تخفيف الكثير من المشكلات والاثار النفسية التي تسببها الاعاقة، كما كان للمعالجة الانشغالية في قسم الدمج الدور الريادي،لجهة التقييم التشخيصي للمكفوفين والذي وفر للمرشد المختص معطيات دقيقة حول آلية المتابعة مع الطلاب،بخصوص احتياجاتهم الخاصة.

كل هذا الاهتمام والاحتضان لذوي الاحتياجات الاضافية،نتج عنه تفوق وتميز عدد من الطلاب حققوا نجاحات باهرة وحصدوا المراتب الاولى في المدارس التي دمجوا فيها.

 ثانيا:الدمج في المهنيات:

انطلاقاً من الرؤية العامة لمؤسسة الإمام الهادي المبنية على حق كل شخص معوّق في الحصول  على التعليم بشكل متساوي مع أقرانه بغض النظر عن إعاقته، كانت تجربة المؤسسة عام 2009 في دمج ثلاثة من طلابها الصم في معهد بئر حسن ضمن إختصاص الهندسة الداخلية في عملية نموذجية هي الأولى من نوعها على صعيد الدمج التعليمي للطلاب الصم ذلك بعد خوض المؤسسة لتجارب متعددة في دمج الطلاب المكفوفين، و لذلك كان سعي المؤسسة الدؤوب منذ البداية على إنجاح هذه التجربة عبر القيام بسلسلة من الإجراءات، وظهرت فعالية هذه الإجراءات بنجاح التجربة وإستكمالها بتجارب جديدة عام 2010 عبر دمج عدد أكبر من طلابها (9 طلاب) في مختلف الإختصاصات في معهد بئر حسن :طالبتين في إختصاص BT3 - تجميل داخلي، 6 طلاب في إختصاص <spanstyle="line-height: dir="LTR">TS1 - هندسة ديكور داخلية، لتتوسع في العام 2011 وتشمل اختصاص جديد للصم هو اختصاص غرافيك ديزان. لم يقتصر عمل المؤسسة عند ذلك، بل وسعت تجربة الدمج عام 2012 لتشمل هذه المرة معهد الشهيد حسن قصير عبر دمج طالبين ضمن مرحلة الاجازة الفنية في تجربة هي الاولى من نوعها في لبنان على مستوى هذه الشهادة للطلاب الصم وليزداد العدد في العام 2012-2013 ويصبح سبعة طلاب فازوا في الإمتحانات الرسمية المهنية. وفي هذا السياق يمكن تلخيص هذه الإجراءات في الخطوات التالية: </spanstyle="line-height:>

-  إجراء زيارات دورية ودائمة إلى المعهد لتوعية الكادر التعليمي والإداري حول سبل وطرائق التواصل المناسبة مع الطلاب وحول إحتياجات الطلاب أيضاً وفي هذا الإطار تم إنجاز منشور بخصوص هذا الموضوع  وتوزيعه على المدرسين عبر إدارة المعهد.

- تعزيز الدمج الإجتماعي للطلاب مع زملاءهم في الصف عبر توعية زمللاءهم لأهمية الدمج والتعليم للأشخاص ذوي الإعاقة،  تشجيعهم على التعاون مع طلابنا ومساعدتهم خلال الحصص وخصوصاً النظرية، تحفيزهم على التواصل فيما بينهم عبر توعيتهم على كيفية التعاطي والتواصل معهم سواء عبر الكتابة على الورق أو إستخدام إشارات يتم إستعمالها في الحياة اليومية.

- تأمين كافة إحتياجات الطلاب على مستوى الأدوات المتعلقة بالرسم والحفر.

- القيام بالمشاهدات الصّفيّة  لرصد وتحديد الصعوبات التي يواجهها الطلاب في المواد والعمل مع مدرّس كل مادة لحلها، وفي حال تبيان ضعف للطلاب في مادة من المواد وعدم إمكانية معالجة هذا الضعف في المعهد، تقوم المؤسسة بإجراء حصص دعم وتقوية للطلاب في هذه المادة.

-  ولأن الطلاب الصم يواجهون إجمالاً صعوبة في المواد النظرية،فقد تم وضع عدد من الخطوات لتذليل هذه العقبات بالتوافق مع إدارة المعهد وأساتذة المواد وهي التالية:

تكييف المواد النظرية بما ويتناسب مع قدرات الطالب الأصم وحاجاته عبر تلخيص دروس هذه المواد.

المواكبة أثناء الإمتحانات وتقديم كافة المساعدات اللوجستية والبشرية للطلاب من:

  • تكييف كافة أسئلة الإمتحانات المتعلقة بالمواد النظرية عبر تعديل الأسئلة النظرية فتكون على شكل إختيارات وذذلك بدلاً عن تغيير صياغة الأسئلة بشكل كامل، ووجود مرافق للترجمة الإشارية في حال مواجهتهم أي صعوبة في فهم صياغة الأسئلة.

وقد نتجت عن هذه المتابعات خلال السنة الماضية والحالية من قبل المؤسسة بالتعاون والتنسيق المتبادل والمشترك مع إدارة المعاهد تحقيق الطلاب لنتائج باهرة على صعيد المواد العملية للسنة الماضية،وبالتالي نجاح تجربة الدمج، مما شجع المؤسسة على إستكمال تجارب الدمج في إختصاصات متعددة (هندسة ديكور، graphic designer ) وشجع إدارة المعهد أيضاً على الترحيب لخوض تجارب إضافية على مستوى الطلاب الصم والمكفوفين أيضاً هذه السنة ضمن اختصاص الادارة والتسويق.

وختاماً يكفي القول في هذا السياق بأن التعليم حق أساسي من حقوق أي إنسان سواء كان لديه إعاقة أم لا، ويجب تهيئة الظروف المناسبة للحصول على هذا الحق.

ثالثا:الدمج في الجامعات:

خلق نجاح تجربة دمج المكفوفين في الثانويات حافزا امام المؤسسة لمتابعة ما بدأته في المرحلة الجامعية والتي تفوق اهمية ما سبقتها من مراحل،نظرا لانها تؤسس لمصير ومستقبل ابناءها المهني والعملي،لذا اعتمدت مبدأ الارشاد والتوجيه المهني لطلابها كخطوة اساسية على طريق اختيار الاختصاص الجامعي الذي يتناسب مع الميول والمهارات، آخذة بعين الاعتبار حاجة سوق العمل وطبيعة الاختصاصات التي تتناسب مع خصوصية الاعاقة لطلابها.وقد تصدرت الاختصاصات الانسانية قائمة الاختصاصات التي يتابع ضمنها الطلاب المكفوفين لاعتمادها بشكل اساسي على المواد النظرية،كاختصاصات علم الاجتماع والادب العربي والادب الانكليزي والتاريخ والحقوق وعلم النفس والتربية،بحيث حقق الطلاب نجاحات مميزة،نالوا على اثرها اجازات في الاختصاصات المذكورة والبعض منهم يحضر حاليا لشهادة الدراسات العليا،كما كان لبعض طلاب المؤسسة تجربة على صعيد اختصاص ادارة الاعمال وهم اصبحوا على عتبة الحصول على الاجازة في الاختصاص المذكور.

تتعدد الجامعات التي يتابع ضمنها الطلاب المكفوفين ما بين الجامعة اللبنانية بفروعها في بيروت والبقاع والجنوب،اضافة الى بعض الجامعات الخاصة،كالجامعة العربية والجامعة العربية المفتوحة والجامعة الاسلامية.

وتعتمد اللمؤسسة في متابعة طلابها الجامعيين سياسة الرعاية والاحتضان الدائمين من خلال متابعتهم بشكل دقيق في اماكن دمجهم،بما يكفل لهم تكيّفا واندماجا على المستويين التربوي والاجتماعي،في اطار ممارسة مسؤولياتهم،مراعاة علمية لاحتياجاتهم اسوة بزملائهم من الطلاب المبصرين.وتتنوع الخدمات المقدمة للطلاب ما بين تأمين كافة الكتب والمقررات الجامعية على اشرطة مسموعة او بطريقة برايل من خلال متطوعي المؤسسة،فضلا عن تأمين كافة الالات والتقنيات،من اجهزة كمبيرتر محمولة وماكينات دكتيلو وبرايل،لاستخدامها في انجاز الابحاث والامتحانات،اضافة الى مساندتهم في الامتحانات من خلال تأمين مرافقين لهم ومساعدتهم في انجاز الابحاث والدراسات عبر تخصيص مساعدين للبحث والتفتيش عن المراجع في المكتبات.

لقد استطاعت مؤسسة الهادي بعد مضي خمسة وعشرين سنة من عملها المتواصل ومتابعاتها مع الثانويات والجامعات الرسمية والخاصة والمعاهد، ان توفر العديد من التسهيلات والتقديمات لطلابها المكفوفين والصم، بما يكفل لهم دمجا ينظر بموضوعية الى احتياجاتهم الخاصة، لبقدم الدعم الملائم في المكان والزمان المناسبين.  

الارشاد المهني:

يقوم قسم الدمج في المؤسسة كل عام بتقديم خدمات الارشاد المهني لطلاب المؤسسة من المكفوفين والصممما انهوا مرحلة التاسع اساسي او المرحلة الثانوية والمهنية(BT ) ضمن سلسلة من حلقات الارشاد الهادفة والمدروسة وذلك لقياس مدى تماثل ميولهم ورغباتهم  مع مهاراتهم وقدراتهم ويرافق ذلك تنظيم زيارات وعقد لقاءات مع مدراء معاهد وجامعات للاطلاع على واقع الاختصاصات المتوفرة في هذه الاماكن ومدى تلائمها مع متطلبات واحتياجات طلابنا المعوقين. تجاوز عدد المستفيدين من هذه الخدمات حوالي الخمسين طالب وطالبة.